الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات القصة الكاملة لمناهج تعليم "داعش" الارهابي

نشر في  10 ديسمبر 2015  (20:13)

في مغامرة صحفية بالرقة والموصل، رصد الكاتب والباحث العراقي أحمد الملاح في تحقيق صحفي القصة الكاملة للمناهج الدراسية في ظل دولة الخلافة الإسلامية، وكشف حقيقة ما يقدم للطلاب بالمدارس في أماكن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش)، في سوريا والعراق، وانتهى إلى أن الوضع التعليمي في الرقة والموصل ينذر بخطر تسرّب آلاف الصغار من التعليم خوفاً من تجنيد التنظيم لهم.

الملاح في تدوينة له بـ"هافينغتون بوست عربي"، الخميس 10 ديسمبر 2015، تحدث عن تجربته في الوصول للمعلومات حول مناهج التنظيم، وكيف تم إعدادها وكيف التقى بعدد من الموظفين بجامعة الموصل، حيث تم وضع المناهج، وكيف وصل إلى أحد أعضاء اللجنة التي أعدت تلك المواد الدراسية.

مدارس تنظيم الدولة

الملاح رصد في تحقيقه أن مدارس تنظيم الدولة الإسلامية تمتد بين دولتي العراق وسوريا، وتشكل الموصل والرقة حجر الاساس في الاراضي التي تقبع تحت سيطرة تنظيم الدولة، والتي لم تخرج من سيطرة التنظيم منذ دخولها ولا توجد محاولات حقيقية لاسترجاعها أو إخراج التنظيم منها، ما دفع التنظيم لتنفيذ أجندته الخاصة بشكل واضح عن بقية المناطق التي يسيطر عليها.

ويقول مدرس اللغة العربية "أ. ع"، في ثانوية المدرسين في الموصل، إن مستوى التعليم الذي يقدم اليوم في مدارس تنظيم الدولة لا يمكن أن يقال عنه تعليم أصلاً.

ويقول خالد عبدالله، أحد طلاب الإعدادية الشرقية بالموصل، إنه ترك التعليم بسبب خوفه من عناصر التنظيم الذين يزورون المدرسة بانتظام للبحث عن مقاتلين جدد، ما دفعه لترك التعليم والهروب إلى تركيا للعمل.

جامعات تنظيم الدولة

وفي التعليم الجامعي، وحسب تحقيق الملاح، تعد أبرز الجامعات التي يديرها تنظيم الدولة الإسلامية هي جامعة الموصل والأنبار والفرات، وهي من أبرز وأهم الجامعات العراقية والسورية، وقد أصدر التنظيم من بداية دخوله لمدينة الموصل تعليمات بإلغاء مجموعة كليات وهي "كليات الحقوق، العلوم السياسية، الفنون الجميلة، الآثار، التربية الرياضية، قسم الفلسفة، قسم إدارة المؤسسات السياحية والفندقية".

وتعد هذه الخطوة أحد أبرز القرارات التي اتخذها التنظيم بحق التعليم الجامعي.

ديوان التعليم بقيادة المصري "ذو القرنين"

الملاح أكد في تحقيقه أن ديوان التعليم هو من أول الدواوين التي أنشأها تنظيم الدولة الإسلامية للعناية بموضوع الطلبة من رياض الأطفال وحتى الجامعات، ووضع على رئاسة هذا الديوان شخصية مصرية تعرف بـ"ذو القرنين" كما يظهر في توقيعه لكتب والتعليمات الصادرة من ديوان التعليم تحت اسم "مسؤول ديوان التعليم".

ويعد ذو القرنين شخصية مثقفة ذات اطلاع واسع، حسب مصادر مقربة منه، وهو ألماني الجنسية من أصول مصرية غادر ألمانيا ملتحقاً بتنظيم الدولة ليشغل هذا المنصب بالذات، وتذكر تلك المناصب عنه أنه متابع قوي ومحاور عنيد، اتخذ ذو القرنين مقراً له في الموصل ويعد المشرف الاول على لجنة وضع المناهج لتنظيم الدولة.

قبل إعداد المناهج صدرت تعليمات للمدارس والكادر التعليمي الذي يخضع لحكم التنظيم مفادها تغيير المناهج يدوياً كما مبين بالبيان التالي:

ثم فرض التنظيم على المدرسين دورات شرعية بغرض تثقيفهم بما يطلبه منهم التنظيم في تعليم الطلاب في المدارس.

فترة التعليم في المدارس

١٥ سنة كفيلة بأن تدخل جامعات التنظيم، حيث أصدر التنظيم تعليماته بتقليص سنوات الدراسة لتكون ٩ سنوات بدل ١٢ سنة

مناهج تنظيم الدولة الجديدة

وبعد انتظار دام أكثر من عام على وعود بتغيير المناهج بدأت تظهر تسريبات عن مناهج تنظيم الدولة وكانت أغلفة الكتب أول ما تسرب..

الملاح أكد أنه لو تصفحت مناهج التنظيم للمراحل المختلفة ستجد عدداً كبيراً من هذه الامثلة توصل لنتيجة واحدة وستخرج لك مقاتلا وليس مهندسا أو طبيبا أو أي شيء آخر.

ويرى ناشطون في مجال التعليم وحقوق الطفل أن هناك بوادر كارثية مستقبلاً في التعليم في المدن التي تقبع تحت تنظيم الدولة، وذلك لحجم التسرب من المدارس والضعف في المواد وعدم وجود محفزات لدفع الأهالي لإرسال أولادهم للمدارس خوفاً من التجنيد، الامر الذي يدق ناقوس الخطر حول حجم الامية التي ستكون في بلدين بحجم العراق وسوريا.